الضغط عند كبار السن

يتطلّب ضغط الدم المرتفع عناية واهتمام جيد عند كبار السن؛ لخطره بشكل خاص على هذه الفئة في الإصابة بأمراض القلب، والكلى، والسكتة الدماغية، وغيرها من المضاعفات، لكن مع العلاج الصحيح، يتمكّن الأغلب من السيطرة عليه والتعايش معه دون أي مشاكل.

ما هو الضغط عند كبار السن؟

الضغط (Hypertension) هو ارتفاع ضغط الدم عن الحد الطبيعي، وهو يُعرّف بـ 130 ملم زئبقي أو أعلى للقراءة العليا (ضغط الدم الانقباضي)، أو 80 ملم زئبقي أو أعلى للقراءة السفلى (ضغط الدم الانبساطي)، وغالباً ما يُصاب كبار السن بنوع شائع من ضغط الدم هو ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المنعزل، أي الذي تكون فيه القراءة العليا 130 ملم زئبقي أو أعلى، بينما تكون القراءة السفلى أقل من 80 ملم زئبقي، ولكن هذا لا يعني أنه أقل خطراً من الأنواع الأخرى، وهو قد يزيد من خطر الإصابة بالعديد من المضاعفات إن لم يتم علاجه.^[١]

أعراض الضغط عند كبار السن

لا يُسبب ارتفاع ضغط الدم أي أعراض عند معظم كبار السن والفئات العمرية الأخرى، وتُكتشف الإصابة به صدفةً عند إجراء الفحوصات الروتينية في عيادة الطبيب، ولهذا السبب اشتهر المرض باسم "القاتل الصامت"، لكن كل حالة مختلفة عن الأخرى، وأحياناً قد تظهر الأعراض التالية على كبير السن المُصاب بضغط الدم:^[٢]

• الصداع الشديد.
• نزيف الأنف المتكرر.
• صعوبة التنفّس.

عوامل خطر الإصابة بالضغط

كِبر السن هو واحد من العوامل الرئيسية للإصابة بضغط الدم المرتفع؛ لأن أوعية الدم تُصبح أقل مرونة مع الوقت، وتضيق أكثر مُسببة ارتفاع ضغط الدم، كما أن قدرة الكلى على تصريف الماء والصوديوم تضعف عند كبار السن، وإلى جانب ذلك تزيد العوامل التالية من فرص الإصابة بضغط الدم:^[٣]

• إصابة أحد أفراد العائلة بضغط الدم المرتفع.
• السمنة.
• الخمول وقلة الحركة.
• التدخين.
• الإكثار من الملح في الحمية الغذائية.
• الإصابة ببعض الحالات المزمنة غير المسيطر عليها، مثل السكري، وأمراض الكلى، وارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية، وانقطاع التنفّس النومي.
• التعرّض لضغط نفسي مستمر.
• استخدام بعض الأدوية، مثل الكورتيزون.

طرق تشخيص ومتابعة الضغط عند كبار السن

جهاز قياس ضغط الدم هو الطريقة الرئيسية لتشخيص ضغط الدم ومتابعته عند المرضى بعد ذلك، ويوجد عدة أنواع منه، بما في ذلك الجهاز الزئبقي أو الإلكتروني، ويتم التشخيص عندما تظهر قراءتان مرتفعتان على الأقل في زيارتين مختلفتين عند الطبيب، ويتم تصنيف القراءة الظاهرة إلى الآتي وفق جميعة القلب الأمريكية (AHA):^[٤]

• ضغط الدم الطبيعي: أقل من 120/80 ملم زئبقي.
• مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم: 120-129 ملم زئبقي للقراءة العليا، وأقل من 80 ملم زئبقي للقراءة السفلى.
• المرحلة الأولى من ضغط الدم المرتفع: 130-139 ملم زئبقي للقراءة العليا، أو 80-89 ملم زئبقي للقراءة السفلى.
• المرحلة الثانية من ضغط الدم المرتفع: 140 ملم زئبقي أو أعلى للقراءة العليا، أو 90 ملم زئبقي أو أعلى للقراءة السفلى.

المضاعفات المُحتملة لكبار السن

كبير السن معرّض لخطر الإصابة بمضاعفات خطرة إن لم يتم السيطرة على ضغط الدم الموصى به، منها:^[٢]

• الجلطة القلبية.
• السكتة الدماغية.
• الذبحة الصدرية.
• أمراض الكلى.
• ضعف البصر.

كيفية التحكّم بالضغط عند كبار السن

الخطوة الأولى في العلاج تتضمن إجراء تغييرات في نمط الحياة اليومية لضبط ضغط الدم، لكن في كثير من الأحيان لا يكفي ذلك، ويحتاج كبير السن استخدام الأدوية أيضاً، وتتضمن الخطة العلاجية لضغط الدم ما يلي:^[١][٢]

تغيرات نمط الحياة اليومي

يجب على أفراد العائلة مُساعدة كبير السن على الالتزام بهذه التعليمات:

• الإقلاع عن التدخين.
• ممارسة النشاط البدني حسب ما يناسب صحته، مثل المشي السريع.
• التخفيف من الصوديوم (الملح) في الأكل (2,300 ملغ كحد أقصى في اليوم).
• اتباع حمية غذائية صحية قليلة السكريات، وغنية بالفواكه، والخضراوات، والحبوب الكامل، والبروتينات منزوعة الدهن، وحمية داش الغذائية هي من أفضل الحميات الموصى بها لمرضى ضغط الدم المرتفع.
• خسارة الوزن الزائد.

أدوية خفض ضغط الدم

غالباً يحتاج كبار السن أكثر من نوع للسيطرة على ضغط الدم، ويوجد العديد من أدوية خفض ضغط الدم، أكثرها استخداماً هي: مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors)، ومانعات مستقبلات الأنجيوتينسين 2 (ARBs)، وحاصرات قنوات بيتا، وحاصرات قنوات الكالسيوم، وغيرها.

المراجعات والفحوصات الدورية

وذلك لقياس ضغط الدم بشكل منتظم، ومعرفة ما إن كان هناك حاجة لإجراء تعديلات على الخطة العلاجية، كما يتم في هذه المراجعات الروتينية عمل فحوصات تكشف عن أي مضاعفات مرتبطة بارتفاع ضغط الدم مبكّراً.

السيطرة على الأمراض المزمنة الأخرى

خاصةً السكري، والكوليسترول، والدهون الثلاثية، وأمراض الكلى التي قد تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم والمضاعفات المرتبطة به.