السكري (Diabetes) هو مرض مزمن شائع جداً في وقتنا الحالي، يؤثر في العديد من الأشخاص بجميع الفئات العمرية، بما في ذلك كبار السن، وحقيقةً فإن فرص الإصابة به تزداد مع التقدّم في العمر، وتتشابه طبيعة المرض عند كبار السن مع الفئات العمرية الأخرى، لكن مع تحديّات أصعب في السيطرة عليه نظراً لاحتمالية وجود أمراض مزمنة أخرى، ومراحل الشيخوخة الصعبة التي يمرون بها، مما يتطلّب جهداً وعناية إضافية من أفراد العائلة والأحباء للمساعدة على ضبط السكر في الدم، وتجنّب مضاعفاته على المدى الطويل.[١]


تعريف السكري عند كبار السن

السكري هو عندما يرتفع السكر في الدم عن الحد المسموح؛ بسبب نقص أو فشل الإنسولين في التحكّم بمستوياته، مُسبباً العديد من المشاكل والمضاعفات على المدى القصير والطويل في حال عدم علاجه، ويوجد أنواع من مرض السكري التي قد يُصاب بها كبير السن، وهي:[٢]

  • السكري النوع الأول: يتم تشخيصه بدايةً في مرحلة الطفولة، ومن النادر جداً الإصابة به بعد البلوغ، ويحدث بسبب فشل الجسم في إنتاج الإنسولين من البنكرياس، مما يتطلب علاج خارجي بحقن الإنسولين، ويحتاج هذا النوع عناية حثيثة للحفاظ على سكر الدم ضمن الحد الطبيعي.
  • السكري النوع الثاني: وهو الأكثر شيوعاً عند كبار السن، يتطوّر تدريجياً على مدى سنوات، وهو مرتبط عادةً بعوامل ذاتية تتعلّق بطبيعة الحياة، مثل السمنة، والنظام الغذائي الغني بالسكريات، وقلة الحركة.
  • مرحلة ما قبل السكري: وهي تعني ارتفاع في سكر الدم عن الطبيعي لكن ليس إلى الحد الذي يصل إلى التشخيص بالسكري، ويمكن تفادي أو تأخير الإصابة بالمرض في هذه الحالة عن طريق إجراء تعديلات في نمط الحياة اليومية.


أعراض السكري عند كبار السن

تتشابه الأعراض مع الفئات العمرية الأخرى، إلا أن كبار السن قد يُعانون من بعض الأعراض غير التقليدية أحياناً، وتتضمن أشهرها:[٣]

  • العطش الشديد.
  • التبوّل المتكرر.
  • زيادة الشهية.
  • التعب والإرهاق الشديد.
  • بطء تعافي الجروح والإصابات.
  • الصداع.
  • ضبابية الرؤية.
  • جفاف الفم.
  • التهاب اللثة أحياناً.
  • الإصابة المتكررة بالعدوى والالتهابات نتيجة نقص المناعة.
  • إحساس تنميل أو خدران في القدمين أو اليدين.


عوامل خطر الإصابة بالسكري عند كبار السن

التقدّم في العمر هو أحد أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسكري؛ وذلك بسبب زيادة مقاومة الخلايا للإنسولين في الجسم، وضعف وظائف البنكرياس مع الوقت، وإلى جانب ذلك قد تزيد العوامل التالية من فرص الإصابة أيضاً:[٤][٢]

  • السمنة، خاصةً زيادة الدهون في منطقة البطن.
  • تاريخ عائلي من الإصابة بالسكري، سواء الأب أو الأم أو الإخوة والأقرباء الآخرون.
  • الخمول وقلة الحركة.
  • التدخين.
  • المعاناة من بعض المشاكل المزمنة الأخرى، مثل: ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية.


فحوصات تشخيص ومتابعة السكري عند كبار السن

يستخدم الأطباء واحد أو أكثر من الفحوصات التالية لتشخيص السكري ومتابعة تطوّره بعد ذلك:[٥][٦]

  • فحص السكري التراكمي (A1C test): وهو يقيس معدل السكر في الدم طوال 3 أشهر الماضية، ويتم التشخيص إذا كانت القيمة 6.5% أو أعلى.
  • فحص السكري الصيامي: الذي يقيس نسبة السكر في الدم بعد صيام 8 ساعات، ويتم التشخيص في حال كانت القراءة 126 ملغ/ديسيلتر أو أعلى لقرائتين في وقتين مختلفين.
  • فحص السكر العشوائي: الذي يقيس سكر الدم في أي وقت، ويتم التشخيص في حال كانت القراءة 200 ملغ/ديسيلتر أو أعلى لقرائتين في وقتين مختلفين.



يختلف الحد الطبيعي للسكر في الدم عند مريض السكري كبير السن حسب ما يحدده الطبيب وفقاً لوضعه وحالته الصحية، فإن كان بحالة جيدة ولا يعاني من أمراض مزمنة، يكون الهدف هو إبقاء السكر التراكمي 7.5% أو أقل، بينما قد يكون الهدف حوالي 8% عند المعاناة من حالات مزمنة أخرى.




خطر الإصابة بالمضاعفات

يزداد خطر الإصابة بالمضاعفات الناجمة عن السكري غير المسيطر عليه عند كبار السن أكثر من الفئات الأخرى، وتتضمن:[٤]

  • أمراض القلب والجلطة القلبية.
  • السكتة الدماغية.
  • أمراض الكلى.
  • ضعف البصر.
  • تضرر الأعصاب الطرفية، وخطر تقرّحات القدم (قدم السكري) التي قد تنتهي ببتر القدم إن أُهمل علاجها.


التحكّم بمرض السكري عند كبار السن

يتضمن العلاج خطة متكاملة تهدف إلى ضبط مستويات سكر الدم، وحماية كبير السن من المضاعفات المحتملة للمرض، ومن استراتيجيات هذه الخطة:[٢]

  • الأدوية: وتتضمن الأدوية الفموية، مثل ميتفورمين، أو حقن الإنسولين، ومن الضروري الالتزام بها لتحقيق أفضل سيطرة على سكر الدم
  • نمط حياة صحي: يتضمن الإقلاع عن التدخين، وممارسة النشاط البدني بانتظام بما يناسب صحة كبير السن، واتباع حمية غذائية صحية، ترتكز على الخضراوات والفواكه قليلة السكريات، والبروتينات، والحبوب الكاملة، والابتعاد عن السكريات.
  • متابعة سكر الدم بانتظام: باستخدام جهاز قياس سكر الدم المنزلي أو في عيادة الطبيب، وذلك لإجراء أي تعديلات لازمة على الخطة العلاجية.
  • المتابعة الدورية مع الطبيب المشرف على الحالة: لعمل الفحوصات اللازمة للكشف عن أي مضاعفات محتملة مبكّراً، وتتضمن فحص العيون، والقدم، وضغط الدم، والقلب.
  • السيطرة على الأمراض المزمنة الأخرى: سواء ضغط الدم، أو الكوليسترول، أو الدهون، أو أمراض القلب، والتي قد تزيد من خطر المضاعفات على كبير السن إن لم يتم علاجها بشكل صحيح.



يجب على أفراد العائلة والمقرّبين تقديم الدعم والمساعدة التي يحتاجها كبير السن في السيطرة على مرض السكري؛ ويشمل ذلك تذكيره بالأدوية، والذهاب معه إلى مراجعات الطبيب، وتشجيعه على نمط حياة صحي في المنزل.




المراجع

  1. "Diabetes and Seniors", diabetescarecommunity, Retrieved 20/6/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Diabetes in Older People", nia.nih, Retrieved 20/6/2023. Edited.
  3. "What Are 10 Warning Signs of Diabetes in Older Adults?", ncoa, Retrieved 20/6/2023. Edited.
  4. ^ أ ب "Diabetes in older people", mydr, Retrieved 20/6/2023. Edited.
  5. "Diagnosis", diabetes, Retrieved 20/6/2023. Edited.
  6. "What Are Target Blood Sugar Levels for Older Adults?", verywellhealth, Retrieved 20/6/2023. Edited.