الزهايمر وكبار السن
الزهايمر (Alzheimer's disease) أحد أشهر أشكال الخرف، هو اضطراب عصبي يؤثر في الدماغ، ويتفاقم مع الوقت، مُسبباً فقدان الذاكرة، وتدهور القدرات الإدراكية والذهنية، وتغيرات سلوكية حادة، وصولاً إلى عدم القدرة على أداء أبسط المهام اليومية، ويبدأ المرض طفيفاً دون أي أعراض ملحوظة، لكن تبدأ التغيرات تظهر تدريجياً خلال سنوات، ويُشكّل الزهايمر تحدياً صعباً على كبار السن وعائلاتهم بسبب تأثيره في كل نواحي الحياة، وعلى الرغم من عدم توفر علاجات له حتى وقتنا الحالي، إلا أن البحوثات مستمرة بحثاً عنها.[١]
أعراض الزهايمر
تتضمن الأعراض الشائعة للزهايمر:[٢]
- فقدان الذاكرة: يبدأ المرض بنسيان أمور بسيطة يومية أو صعوبة تعلّم أمور جديدة، لكن يتطوّر الأمر إلى نسيان أحداث هامة، أو حتى أسماء أفراد العائلة.
- مشاكل التفكير والإدراك: بما في ذلك عدم معرفة اليوم أو المكان، وعدم القدرة على حل المشكلات، وصعوبة التركيز في الإرشادات أو المحادثات، ومواجهة مشاكل في عمل بعض المهام، مثل الطبخ على الرغم من القيام به في السابق.
- مشاكل اللغة والتواصل: كصعوبة اختيار الكلمات المناسبة عند التحدّث، أو التلعثّم بكلمات غريبة، أو النسيان المفاجئ في وسط الحديث.
- التقلّبات المزاجية: فمثلاً يواجه مُصاب بالزهايمر أوقات من تعكّر المزاج، أو الانزعاج من أبسط الأشياء، أو الخوف من أمور غير منطقية.
- العزلة عن الآخرين: وكره المناسبات الاجتماعية والتجمّعات، كما يفقد اهتمامه بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقاً.
مع تقدّم المرض في المراحل الأخيرة، تظهر أعراض أخرى هي:[٢]
- العصبية والانفعالية، والعنف أحياناً.
- الصراخ فجأةً.
- تكرار الأسئلة نفسها كثيراً.
- الهلوسات.
- فقدان الشهية.
- سلس البول والبراز.
أسباب المرض
لا يُعرف سبب الإصابة بالزهايمر حتى الآن، لكن معلوم زيادة خطر الإصابة به عند كبار السن فوق 65 سنة، وبحسب بعض البحوثات، وجد ارتباط مرض الزهايمر بتراكم أنواع من البروتينات غير الطبيعية في الدماغ، هي بروتين الأميلويد (Amyloid) أو بروتين تاو، تسبّبت في تعطّل التواصل بين الخلايا الدماغية والعصبية، وموتها تدريجياً، بدءاً من منطقة الحصين المسؤولة عن الذاكرة في الدماغ، وانتشاراً إلى باقي أجزائه.[٣]
وقد ارتبطت بعض العوامل في زيادة خطر الإصابة بالزهايمر، منها:[٤][٥]
- تاريخ عائلي من الإصابة بالزهايمر.
- العامل الجيني، فقد ارتبط وجود بعض الجينات بخطر الإصابة بالزهايمر.
- الإصابة بمتلازمة داون.
- التعرّض لإصابة شديدة في الرأس.
- الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل تصلب الشرايين، أو الجلطة القلبية، أو السكتة الدماغية وغيرها.
التشخيص
يتم تشخيص الزهايمر بناءً على عدة معايير، تتضمن:[٦]
- السؤال عن التاريخ المرضي السابق، وتقييم الأعراض والعلامات الظاهرة على المريض.
- عمل اختبارات متنوعة لتقيم الوظائف العقلية والإدراكية، وتحديد مرحلة المرض.
- إجراء فحوصات مخبرية لاستبعاد الحالات الصحية الأخرى المشابهة، مثل أورام الدماغ، أو نقص الفيتامينات، أو الالتهابات الدماغية.
- التصوير المقطعي للدماغ أو الرنين المغناطيسي لاستبعاد الحالات الأخرى، والكشف عن تغيرات الدماغ المرتبطة بالزهايمر.
- اختبارات نفسية للكشف عن الاكتئاب والمشاكل النفسية الأخرى التي قد يُعاني منها مُصابو الزهايمر.
علاج الزهايمر
لا يوجد علاج شافٍ من الزهايمر حتى الآن، لكن تتوفر بعض الأدوية والاستراتجيات لتأخير تطوّر المرض، وتحسين وظائف الدماغ قدر الإمكان، وهي تتضمن:
أدوية الزهايمر
وافقت مؤسسة الغذاء والدواء على هذه الأدوية لعلاج الزهايمر وإبطاء تقدّمه:[٧]
- دونيبيزيل (Aricept)، وهو العلاج الوحيد المعتمد لعلاج جميع مراحل الزهايمر.
- جالانتامين (Razadyne) للزهايمر الخفيف والمتوسط.
- ريفاستيجمين (Exelon) للزهايمر الخفيف والمتوسط.
- ميمانتين (Namenda)، للزهايمر المتوسط والشديد.
- ميمانتين مع دونيبيزيل (Namzaric)، للزهايمر المتوسط والشديد.
- أدوكانوماب (Aduhelm).
- ليكانيماب (Leqembi).
قد تُستخدم أنواع أخرى من الأدوية حسب الأعراض التي يعاني من المريض، مثل مضادات الاكتئاب، أو المهدئات، أو المنوّمات.
التدريب العقلي وتمارين الدماغ
صحيح أنها لن تُساعد في علاج الزهايمر، لكنها قد تُساعد على تحسين الذاكرة، والتركيز، والقدرات الذهنية، وتجعل العقل نشطاً أغلب الوقت، ومن الأمثلة عليها: الرسم، أو حل الألغاز، أو تركيب الأحجية، أو حفظ المعلومات، أو تعلّم لغة جديدة.[٨]
الدعم النفسي
يحتاج المريض أفراد عائلته وأصدقائه في هذه الفترة أكثر من أي وقت آخر، لذا من المهم الوقوف بجانبه، وتوفير الدعم النفسي للتعايش مع المرض، كما قد يكون من الأفضل أخذ جلسات استشارة نفسية لتجاوز المحن التي يمر بها.[٨]
الرعاية والاهتمام
يتضمن:[٨]
- المساعدة على تنظيم المهام اليومية، بما في ذلك تناول الطعام، والاستحمام، وتناول الأدوية، وارتداء الملابس.
- تسهيل الوصول إلى الأمور الضرورية في المنزل.
- توفير بيئة آمنة في المنزل، وإبعاد أي مخاطر تزيد من خطر الوقوع أو الإصابات.
- الذهاب إلى المواعيد مع الطبيب بشكل منتظم لتقييم الحالة وتعديل أي إجراء على الخطة العلاجية.
- تشجيعه على الانخراط في المجتمع، والتواصل مع الآخرين، واتباع نمط حياة صحي (يشمل النوم جيداً، والتغذية الصحيحة، وممارسة الرياضة).
المراجع
- ↑ "What Is Alzheimer's Disease?", nia.nih, Retrieved 20/6/2023. Edited.
- ^ أ ب "Symptoms of Alzheimer's disease", alzheimers, Retrieved 20/6/2023. Edited.
- ↑ "Alzheimer's Disease", clevelandclinic, Retrieved 20/6/2023. Edited.
- ↑ "Causes -Alzheimer's disease", nhs, Retrieved 20/6/2023. Edited.
- ↑ "Causes and Risk Factors for Alzheimer's Disease", alz, Retrieved 20/6/2023. Edited.
- ↑ "Alzheimer's Disease Fact Sheet", nia.nih, Retrieved 20/6/2023. Edited.
- ↑ "Treatments for Alzheimer's Disease", webmd, Retrieved 20/6/2023. Edited.
- ^ أ ب ت "Treatment and support of Alzheimer's disease", alzheimers, Retrieved 20/6/2023. Edited.