ما هو مرض باركنسون؟

هو مرض يُصيب الخلايا العصبية في الدماغ، ويؤثر على حركة الشخص، فيؤدي إلى حدوث رعشة في الأطراف، وتصلب في العضلات، وصعوبة في المشي، والإبقاء على التوازن، وتبدأ أعراضه تدريجياً وتزداد سوءًا مع مرور الوقت وتقدم المرض، كما قد يعاني المريض من تغيرات عقلية وسلوكية، ومشاكل في النوم، واكتئاب، وصعوبة في التذكر، والشعور بالإرهاق.[١]


أعراض مرض باركنسون

يمكن التعرف على مرض الباركنسون من خلال ظهور عدد من الأعراض التي تُميزه، وهي كما يلي:[٢]

  • حدوث الارتعاش: والذي عادةً ما يبدأ في أحد الأطراف، والذي يكون غالبًا اليد أو الأصابع، كما يُمكن أن ترتجف اليد عندما يكون المريض في حالة راحة.
  • بطء الحركة: قد يؤدي مرض باركنسون إلى إبطاء الحركة مع مرور الوقت، مما يجعل المهام البسيطة صعبة وتستغرق وقتًا طويلاً، كما قد تصبح الخطوات عند المشي أقصر.
  • تصلب العضلات: قد يحدث تصلب العضلات في أي جزء من الجسم، ويمكن أن تكون العضلات المتيبسة مؤلمة، وتحد من الحركة.
  • مشاكل في التوازن.
  • فقدان القدرة على التحكم في الحركات اللاواعية بشكل تدريجي: قد تنخفض القدرة على أداء الحركات اللاواعية مثل الرمش، أو الابتسام، أو تأرجح الذراعين عند المشي، مع تقدم المرض.
  • حدوث تغيرات في الكلام: كالتحدث بهدوء، أو بسرعة، أو التردد قبل التحدث.
  • حدوث تغيرات في طريقة الكتابة: قد يكون من الصعب الكتابة، كما قد تبدو الأحرف المكتوبة صغيرة أحياناً.



يُفضل مراجعة الطبيب بمجرد ظهور أي من الأعراض المذكورة أعلاه، ليس فقط لتشخيص المرض، بل لاستبعاد وجود أي أمراض أخرى.




مراحل مرض باركنسون

يمر مريض الباركنسون بـ 5 مراحل تصف تفاقم الأعراض مع تقدم المرض، وهي كالآتي:[٣][٤]

  • المرحلة الأولى: الأعراض في هذه المرحلة خفيفة ولا تتداخل مع الأنشطة اليومية، حيث يحدث الرعاش وأعراض الحركة الأخرى في جانب واحد من الجسم فقط، كما قد يواجه المريض أيضًا تغييرات في الوقفة، والمشي، وتعبيرات الوجه.
  • المرحلة الثانية: تتفاقم الأعراض في هذه المرحلة، بما في ذلك الرعاش، وتصلب العضلات، وأعراض الحركة الأخرى لتُصيب جانبي الجسم، إلا أن الشخص لا يزال قادرًا على العيش بمفرده، لكن تُصبح المهام اليومية أكثر صعوبة، وتستغرق وقتاً أطول لأدائها.
  • المرحلة الثالثة: تكون الأعراض في هذه المرحلة أكثر حدة من أعراض المرحلة الثانية، إذ يُعد فقدان التوازن وبطء الحركة من الأعراض المميزة لها، كما تتأثر القدرة على القيام بالأنشطة اليومية مثل الأكل، والاستحمام وارتداء الملابس بشكل كبير، كما أن السقوط أكثر شيوعًا في المرحلة الثالثة.
  • المرحلة الرابعة: يكاد يكون العيش المستقل مستحيلًا في هذه المرحلة بسبب فقدان القدرة على القيام بالأنشطة اليومية، مثل الأكل، والاستحمام، وارتداء الملابس، والنوم، والاستيقاظ، فقد يكون الشخص قادرًا على الوقوف بمفرده، إلا أنه يحتاج إلى المساعدة للتنقل والمشي.
  • المرحلة الخامسة: تصبح الأعراض في هذه المرحلة شديدة لدرجة أنه حتى وقوف الشخص بمفرده قد يكون مستحيلًا، ويصبح طريح الفراش ويحتاج إلى كرسي متحرك لتحريكه، حيث تتعطل جميع الأنشطة اليومية، مما يتطلب وجود شخص يرعاه على مدار الساعة، وتشمل الأعراض الأخرى الهلوسة، والأوهام، وفقدان حاسة الشم، وضعف الذاكرة والقدرة على التفكير، واضطراب النوم، وحدوث مشاكل في الرؤية.


أسباب الإصابة بمرض باركنسون وعوامل الخطر

يحدث مرض باركنسون بسبب حدوث فقدان في الخلايا العصبية في جزء من الدماغ، والذي يسمى المادة السوداء (Substania Nigra)، إذ يؤدي هذا إلى حدوث انخفاض في مستوى المادة الكيميائية المعروفة بالدوبامين في الدماغ، والتي تلعب دورًا مهماً في تنظيم حركة الجسم، فانخفاضها هو المسؤول عن العديد من أعراض مرض باركنسون، أما إلى الآن لم يُعرف السبب الرئيسي لحدوث فقدان في الخلايا العصبية، إذ يعتقد معظم الخبراء أن اجتماع مجموعة من عوامل الخطر، قد يزيد من احتمالية حدوثه، وهي كما يلي:[٢][٥]

  • العمر: فعادة ما يصاب الناس بالمرض في سن 60 أو أكبر.
  • الوراثة. إذ يزيد وجود قريب مصاب بمرض باركنسون من فرص الإصابة بالمرض، إلا أنها تبقى احتمالية صغيرة.
  • الجنس: فالرجال أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون من النساء.
  • التعرض للسموم والملوثات: فقد يؤدي التعرض المستمر لمبيدات الأعشاب، والمبيدات الحشرية إلى زيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون بشكل طفيف.


علاج مرض باركنسون

لا يُمكن علاج مرض باركنسون بشكل جذري، إلا أن العلاجات المتوفرة تهدف إلى تخفيف الأعراض، وإيقاف تقدمها مع الوقت، بشكل كبير، ومن العلاجات المُستخدمة ما يلي:[٦][٧]

  • العلاج الطبيعي: يهدف العلاج الطبيعي إلى التخفيف من تصلب العضلات، وآلام المفاصل، وتسهيل الحركة، وتحسين المشي، وزيادة المرونة، وتحسين مستوى اللياقة البدنية، بالإضافة إلى تمكين المريض من القيام بأداء مهامه بنفسه.
  • علاج النطق والكلام: يهدف هذا العلاج إلى تحسين المشاكل المتمثلة بصعوبة البلع، والنطق، وذلك من خلال تعليم تمارين التحدث والبلع، أو من خلال توفير التكنولوجيا المساعدة.
  • تعديل النظام الغذائي: وذلك من خلال التركيز على تناول الطعام الصحي المُتمثل بزيادة كمية الألياف في الغذاء، وشرب كميات كافية من السوائل، وزيادة كمية الملح، وتناول وجبات صغيرة ومتكررة لتجنب حدوث مشاكل انخفاض ضغط الدم، مثل الدوخة عند الوقوف بسرعة، ولتجنب فقدان الوزن غير المقصود.



يُنصح باستشارة أخصائي تغذية لوضع برنامج غذائي مُناسب للحالة الصحية للمريض.


  • الأدوية: تساعد الأدوية على تخفيف الأعراض بشكل كبير، خاصةً في بداية تناولها، وهي كما يلي:
  • كاربيدوبا - ليفودوبا (Carbidopa-levodopa): إذ يُعد الليفودوبا، الدواء الأكثر فاعلية لعلاج مرض باركنسون، وهو مادة كيميائية تنتقل إلى الدماغ وتتحول هناك إلى دوبامين، وعادةً يتم دمج الليفودوبا (Levodopa) مع (Carbidopa)، والذي يحمي الليفودوبا من التحول المبكر إلى الدوبامين خارج الدماغ، مما يقلل من حدوث الآثار الجانبية مثل الغثيان، أو الدوار، ويُعرف هذا الدواء تجارياً باسم سينيميت (Sinemet).
  • محفزات الدوبامين: والتي تُحاكي تأثير الدوبامين في الدماغ، ومن أمثلتها التجارية ميرابيكس (Mirapex)، وريكويب (Requip)، ونيوبرو (Neupro).
  • مثبطات أنزيم الأكسديز أحادي الأمين (MAO Inhibitor): مثل دواء زيلابار (Zelapar)، والذي يمنع تحطم الدوبامين الموجود في الدماغ، من خلال تثبيط عمل إنزيم الأكسديز أحادي الأمين، مما يزيد من تركيزه في الدماغ، ويخفف من حدة الأعراض، وقد يُسبب أعراض جانبية خفيفة مثل الصداع، والغثيان.
  • مثبطات أنزيم الكاتيكول أو ميثيل ترانسفيراز (COMT): وأشهرها كومتان (Comtan)، والذي يعمل على تثبيط عمل الإنزيم الذي يعمل على تحطيم الدوبامين في الدماغ، مما يزيد من تركيزه فيه، ومن أعراضه الجانبية الإسهال، والغثيان، أو التقيؤ.



قد يصف الطبيب عدداً من الأدوية الأخرى التي تُستخدم لتخفيف حدوث الرعشة، والحركات اللاإرادية، والأعراض الأخرى.


  • جراحة التحفيز العميق للدماغ (DBS): ويلجأ إليها الطبيب في حالات الباركنسون المُتقدمة، ويتم فيها زرع أقطاب كهربائية في جزء معين من الدماغ، والتي يتم توصيلها بمولد مزروع في صدرك بالقرب من عظمة الترقوة، يرسل نبضات كهربائية إلى الدماغ، والتي تعمل على التقليل من أعراض مرض باركنسون.[٨]


المراجع

  1. disease is a brain,have difficulty walking and talking. "Parkinson's Disease", nih, Retrieved 4/3/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Parkinson's disease", mayoclinic, Retrieved 4/3/2022. Edited.
  3. "What Are the 5 Stages of Parkinson’s Disease?", medicinenet, Retrieved 4/3/2022. Edited.
  4. "The 5 Stages of Parkinson’s Disease", bannerhealth, Retrieved 4/3/2022. Edited.
  5. of Parkinson's disease,the movement of the body. "Parkinson's disease", nhs, Retrieved 4/3/2022. Edited.
  6. "Treatment -Parkinson's disease", nhs, Retrieved 4/3/2022. Edited.
  7. "Parkinson's Disease", clevelandclinic, Retrieved 4/3/2022. Edited.
  8. "TREATMENT & MEDICATION", apdaparkinson, Retrieved 4/3/2022. Edited.