لا تحتاج المراحل المبكّرة من داء باركنسون (Parkinson's disease) إلى العلاج وإنما إلى المراقبة والمتابعة من قبل الطبيب، فمعظم الأعراض تكون خفيفةٍ ولا تؤثر في سير حياة الفرد ونشاطاته اليومية، بينما في أحيانٍ أخرى لا بدّ من اختيار العلاج الأنسب بحسب حالة المريض، وهو ما سنتطرّق إليه في المقال.[١]



علاج داء باركنسون

لا يوجد علاج يشفي بشكلٍ تام من داء باركنسون، وجميع الأدوية المتوافرة هي لتخفيف الأعراض، بينما في الحالات الأكثر شدّة سيلزم التدخّل الجراحي، إلى جانب بعض السّلوكيات والتغييرات في طبيعة الحياة، وهو ما سيتمّ توضيحه بالتفصيل على النحو التالي:[٢][٣]


العلاجات الدّوائية

تُستخدَم الأدوية بتوجيهٍ من الطبيب لتحسين بعض الأعراض لدى مرضى الباركنسون، كالرّعشة والحركة المتكررة، وتختلف تأثيرات هذه الأدوية فيما بينها، ويعتمد اختيار الأدوية على الحالة الصّحية للشخص وعمره والأعراض واحتياجاته الشّخصية، إذ تتراوح هذه الأدوية ضمن الفئات التالية:[٤][٥]


  • ليفودوبا (Levodopa)

ليفودوبا هو الدواء الأساسي والأكثر فاعلية لمرض باركنسون، يتوافر على صورة أقراص أو شراب ليتمّ تناوله وحده بجرعةٍ أولية صغيرة ثم يتمّ زيادتها على نحوٍ تدريجي مع مرور الوقت، أو إلى جانب أدويةٍ أخرى، مثل بنسيرازيد أو كاربيدوبا، إذ يُستخدَم للسيطرة على مشاكل الحركة المتكررة لدى مرضى داء باركنسون، وقد يُسبَّب دواء ليفودوبا عددًا من الآثار الجانبية؛ كالغثيان، والتعب، والدّوخة عند النهوض.


  • ناهضات الدوبامين (Dopamine Agonists)

يتمّ إعطاؤها بشكلٍ أقلّ مقارنةً بدواء ليفودوبا، ويتمّ زيادة جرعة الدواء على نحوٍ تدريجي، وقد يُسبِّب تناوله عددًا من الآثار الجانبية التي تستقرّ مع مرور الوقت؛ كالشّعور بالمرض، ونشوء السّلوكيات القهرية كالإدمان على القمار أو السّلوكيات الجنسية، خصوصًا في الجرعات العالية.


  • أدوية (MAO-B)

تمنع هذه الأدوية تعطّل الدوبامين في الدماغ، ومنها: سيليجيلين (Selegiline) وراساجيلين (Rasagiline).


  • أدوية (COMT)

تمنع فئة هذه الأدوية تكسّر دواء ليفودوبا، مما يساعد على ضمان فعاليته.


  • مضادات الكولين (Anticholinergics)

تقلّل الرّعاش وتيبّس العضلات، لكن نظرًا لارتفاع معدل الآثار الجانبية لهذه الأدوية؛ فقد قلّ استخدام هذه الأدوية.


  • أمانتادين (Amantadine)

يُفيد في تقليل الحركات اللاإرادية التي يُسبِّبها دواء ليفودوبا، ومن الآثار الجانبية التي تُسبِّبها هي الارتباك ومشاكل الذّاكرة.


  • أدوية أخرى

مثل دواء أبومورفين (Apomorphine)، المتوافر على صورة حقنةٍ تحت الجلد، أو حقنةٍ عند الحاجة.



قد تتفاعل أدوية علاج داء باركنسون مع بعض الأطعمة والفيتامينات والمكمّلات العشبية أو حبوب نزلات البرد، لذلك يُمنَع استخدامها دون استشارة الطبيب، كما أنّه في بعض الأحيان قد يصرف الطّبيب مكمّلاتٍ غذائية وفيتامينات مثل مكمّل Q10 أو الكالسيوم، التي تُحسّن المشاكل العصبية عند مرضى باركنسون.




العلاجات المُساندة والدّاعمة

تُعزز هذه العلاجات لدى المريض القدرة على التّعايش مع داء باركنسون، والسّيطرة على الأعراض، وتتمثّل هذه الأساليب العلاج بما يلي:[٦]


  • العلاج الطّبيعي

يُسهِّل هذا النوع من العلاج الحركة ويُحسِّن المشي، ويزيد المرونة واللياقة البدنية للمريض ويُقلِّل خطر تعرّضه للسقوط، إذ يعمل على تخفيف تصلّب العضلات وآلام المفاصل، من خلال القيام بتمارين وحركات رياضية مُحددة.


  • العلاج بالممارسة

يتمثّل هذا العلاج بتحديد الأمور اليومية التي يُواجِه فيها المريض صعوبةً ومشاكل، والمساعدة على تصويبها؛ كارتداء الملابس، أو الذّهاب إلى المتاجر.


  • علاجات النّطق واللغة

يهدف إلى تحسين قدرات الكلام والتحدّث، وتصويب القدرة على البلع، من خلال تمارين مخصَّصة.


  • النظام الغذائي

تشمل بعض التغيرات الغذائية التي قد يكون لها دور فعّال لعلاج داء باركنسون ما يلي:

  • زيادة كمية الألياف، والحرص على شرب كميةٍ كافية من السّوائل لتقليل الإمساك.
  • زيادة كمية الأملاح في النّظام الغذائي، وتناول وجبات صغيرة من الطّعام على نحو متكرر خلال اليوم، لتفادي مشاكل انخفاض ضغط الدم، كالدوخة عند الوقوف بسرعة.
  • مراجعة أخصائي تغذية للمساعدة على تحقيق وزن مثالي.


التدخّل الجراحي

يعدّ التدخّل الجراحي خيارًا علاجيًا فعّالاً لأعراض داء باركنسون، وهو مخصَّص للمرضى الذين يعانون من مشاكلٍ وخللٍ في الحركة،[٧] ومن الأمثلة على التدخّلات الجراحية ما يلي:[٤][٨]


  • التحفيز العميق للدماغ (DBS)

يُجرَى من خلال زراعة أقطابٍ كهربائية في الدماغ، لإيصال النبضات الكهربائية التي تمنع أو تغيّر نشاط الدماغ المُتسبِّب بالأعراض، فيُعالِج الرّعاش وبطء الحركة وتصلّب المفاصل والعضلات.


  • إيصال الدواء باستخدام أنبوبٍ تغذية (Carbidopa-levodopa infusion)

والذي يقوم بتوصيل جلّ دوائي على نحو مستمرّ إلى الأمعاء وبجرعةٍ ثابتة، لدى المرضى الذي لا يستجيبون لحبوب الأدوية.


  • شقّ جزءٍ من الدّماغ (Pallidotomy)

يتضمّن هذا الإجراء وقف نشاط جزء من الدّماغ يتحكّم بالحركات اللاإرادية، الأمر الذي يساعد على تقليلها ويُخفِّف تيبّس العضلات والرّعشة.


  • بضع المهاد (Thalamotomy)

يساعد هذا الإجراء على تقليل شدّة الرعشة الشّديدة في الذّراعين واليدين.


علاجات بديلة

تساعد بعض الوسائل العلاجية البديلة على تحسين الأعراض لدى مريض باركنسون، ومن الأمثلة عليها ما يلي:[٩]

  • تمارين تاي تشي: يُعزِّز هذا النوع من التمارين التوازن والحركة لمرضى داء باركنسون، والتي تُقدِّم تحسنًا ملموسًا في التوازن والاستقرار لدى المرضى.
  • اليوجا: تساعد على زيادة المرونة واللياقة البدنية والتوازن، فتزيد القدرة على الحركة، وتُحسِّن الحالة المزاجية وتساعد على النوم بشكل أفضل.
  • العلاج بالتدليك: يُخفِّف التدليك من صلابة العضلات والرّعاش فورًا بعد الخضوع لجلسة تدليك مدة 60 دقيقة.
  • تمارين الحركة: تُعيد هذه التمارين تدريب الجسم للقيام في معظم الحركات الصّعبة، ومن الأمثلة على هذه التمارين؛ هي الرّقص وتمارين رفع الأثقال أو التدرّب على الأجهزة الرّياضية.


المراجع

  1. "Parkinson's disease", www.nhs.uk, Retrieved 3/3/2022. Edited.
  2. disease can't be,changes, especially ongoing aerobic exercise. "Parkinson's disease", www.mayoclinic.org, Retrieved 3/3/2022. Edited.
  3. "Parkinson's Treatment Options", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 3/3/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Parkinson's Disease", my.clevelandclinic.org, Retrieved 3/3/2022. Edited.
  5. "Prescription Medications", www.parkinson.org, Retrieved 3/3/2022. Edited.
  6. "Treatment -Parkinson's disease", www.nhs.uk, Retrieved 3/3/2022. Edited.
  7. "Surgical Treatment Options", www.parkinson.org, Retrieved 3/3/2022. Edited.
  8. "Parkinson’s Disease", www.aans.org, Retrieved 3/3/2022. Edited.
  9. "6 Medication-Free Ways to Feel Better with Parkinson's Disease", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 3/3/2022. Edited.