يعد تحقيق الوقاية من الإصابة بمرض الزهايمر (Alzheimer’s) خاصة لكبار السن أمرًا في غاية الأهمية؛ لما يسببه هذا المرض من أعراض ومضاعفات قد تُجهد بلاء الشخص وعائلته، وحقيقةً لا توجد طريقة مؤكدة تقي وقاية تامة من الإصابة بالزهايمر، إلا أن هناك طرق عديدة يمكن اتباعها لتقليل احتمالية الإصابة بهذا المرض قدر الإمكان، فما هي هذه الطرق؟[١]

كيف يمكن الوقاية من الزهايمر لكبار السن؟

هناك مجموعة من الطرق وأنماط الحياة الصحية التي يمكن اتباعها لتقليل أو تأخير احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر والتي تهدف جميعها إلى الحفاظ على صحة الدماغ والجسم بشكلٍ عام، وفيما يأتي بيان لأبرزها:[٢]


الحفاظ على نشاط الحالة الذهنية

ينصح بممارسة الأنشطة والألعاب التي تُحفز الدماغ وتحسن قوة الذاكرة والوظيفة الإدراكية لدى الشخص، ومن أبرز هذه الألعاب والتمارين: الكلمات المتقاطعة وألعاب السودوكو،[٣] إلى جانب اتباع التعليمات التالية:[٤]

  • تعلم مهارات وأنشطة جديدة، وينصح بالتسجيل في الدورات المعتمدة لتعليم مهارات وهوايات جديدة، ومن الجدير ذكره أن الفائدة تزداد كلما زادت الحداثة والتحدي والتعقيد في المهارة أو النشاط الذي يرغب الشخص بتعلمه.
  • زيادة الكفاءة والمهارة في مستوى نشاط أو هواية يمتلكها الشخص، كأن يعمل الشخص على تحسين عزفه وإتقان المقطوعات الموسيقية في حال كان يمارس العزف على البيانو، وكذلك تعلم العزف على آلة جديدة.
  • تجربة أمور جديدة وتغيير العادات بما يساهم في إنشاء مسارات جديدة في الدماغ، كأن يُجرب الشخص طريقاً آخر لمنزله، أو أن يتناول الطعام بيده الأخرى التي لا يعتمد عليها بصورة أساسية.


المشاركة في النشاطات الاجتماعية

ينصح بتخصيص وقت لقضائه مع العائلة والأصدقاء، أو تكوين علاقات جديدة، وكذلك المشاركة في النشاطات والمناسبات الاجتماعية ومجالسة الآخرين، إذ يساهم ذلك في تحسين الأداء الإدراكي للشخص، وتعزيز جودة الحياة، وتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر لدى الشخص.[٥]


السيطرة على التوتر والضغوط النفسية والتخفيف منها

تساهم السيطرة على التوتر والضغوط النفسية والتخفيف منها في تعزيز الأداء المعرفي والإدراكي والتقليل من احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر؛ نظراً لأن التوتر والضغوط النفسية من عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بهذا المرض، وكذلك فهي تزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالزهايمر؛ كارتفاع ضغط الدم، ومن الطرق المتبعة بهدف السيطرة على التوتر والضغوط النفسية والتخفيف منها ما يأتي:[٦]

  • ممارسة رياضة اليوغا، أو التأمل، أو تمارين التنفس العميق.
  • الاستماع إلى الموسيقى التي تبعث في النفس الهدوء والراحة.
  • الذهاب للتمشي والتنزه في الحديقة، أو المشي على شاطئ البحر.
  • تخصيص وقت للراحة والاسترخاء خلال اليوم، بحيث يُفرغ الشخص نفسه من جميع المسؤوليات والالتزامات ويقضي هذا الوقت مع نفسه ليتمكن من ترتيب أموره وتحقيق الراحة لجسده ونفسيته.[٧]
  • ممارسة الأمور التي يستمتع بها الشخص بشكلٍ يومي، مع تخصيص وقت لممارسة الأنشطة الترفيهية التي تُشعر الشخص بالسعادة والفرح؛ كالركوب على الدراجة، أو عزف البيانو، أو مشاهدة النجوم في السماء.[٧]


الحصول على قسط كافي من الراحة والنوم

ينصح بالحصول على قسط كافي من الراحة والنوم بما لا يقل عن 7 أو 8 ساعات يومية من النوم، فهذه المدة تعد كافية لتحقيق الراحة والنوم والوقاية من الإصابة بالاضطرابات والمشاكل المرتبطة بنقص النوم، إلى جانب الوقاية من الإصابة بالزهايمر.[٨]


ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية

تعتبر ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية من الأمور الرئيسية لتحقيق الوقاية من مرض الزهايمر، وبحسب مؤسسة الأبحاث والوقاية من مرض الزهايمر (ARPF ) فإن التمارين الرياضية قد تُقلل خطر الإصابة بالزهايمر بما نسبته نحو 50%، وينصح بالبدء بممارسة التمارين بشكلٍ روتيني بمعدل 5 مرات في الأسبوع بحيث تبلغ مدة كل منها نحو 30 دقيقة على الأقل، وينصح بأن يتم اختيار تمارين القوة إلى جانب تمارين القلب، فهي مهمة في الحفاظ على صحة العقل والدماغ.[٣]


اتباع نمط غذائي صحي

تشير الدراسات إلى أنّ اتباع نظام غذائي صحي واختيار الأطعمة الصحية يساعد على حماية الجسم وتحديدًا القلب والدماغ من الإصابة بالأمراض التي قد يتعرض لها، وتتضمن إرشادات النظام الغذائي الصحي التي يُوصي بها الخبراء التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة، وفي نفس الوقت الإكثار من تناول الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، وهنالك نوعين من الأنظمة الغذائية التي يُوصي بها الخبراء والتي أثبتت الدراسات فعاليتها في تحقيق الوقاية من مرض الزهايمر، وهما كالآتي:[٩]

  • نظام داش (DASH) الغذائي، المعروف ب(الطرق الغذائية لإيقاف ارتفاع ضغط الدم): والذي يرتكز على التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالصوديوم والأملاح، والحلويات، والمشروبات السكرية، واللحوم الحمراء، وفي ذات الوقت التركيز على الإكثار من تناول الخضروات، والفواكه، ومنتجات الألبان الخالية من الدهون أو قليلة الدسم، والحبوب الكاملة، والأسماك، والدواجن، والفاصولياء، والمكسرات، والزيوت النباتية.
  • نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي: والذي يرتكز على التقليل من تناول اللحوم الحمراء، مع الإكثار من تناول الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والأسماك، والمحار، والدهون الصحية؛ مثل المكسرات وزيت الزيتون.


زيارة الطبيب بشكلٍ دوري

ينصح بزيارة الطبيب بشكلٍ دوري خاصة في حالات الإصابة بأمراض مزمنة تستلزم متابعة مستمرة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع كولسترول الدم، والسمنة، مع ضرورة اتباع التعليمات والعلاجات التي يُوصي بها الطبيب للسيطرة على هذه الحالات، ذلك أن عدم تحقيق السيطرة عليها بنحوٍ كافي قد يجعل الدماغ والجسم كاملاً عرضة للمخاطر.[٦]


الإقلاع عن التدخين

يساهم التدخين في زيادة خطر الإصابة باضطرابات الدماغ إلى جانب أمراض الرئة والسرطانات، إذ إنّ ما نسبته 14% من جميع حالات الزهايمر تُعزى إلى تدخين السجائر وذلك بحسب دراسات منظمة الصحة العالمية (WHO)، وكذلك فإن التعرض للتدخين السلبي قد يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض الخَرَف إلى جانب مشاكل أخرى.[٥][١٠]


كيف يمكن الاستدلال على الإصابة بمرض الزهايمر؟

يساعد التشخيص المبكر في السيطرة على مرض الزهايمر بشكلٍ أفضل، ولذلك فإن معرفة الأعراض التي قد تدل على الإصابة بهذا المرض وزيارة الطبيب فور ظهورها يعد ضرورياً لتحقيق أفضل سيطرة على الحالة وتشخيصها في وقتٍ مبكر، ومن أبرز أعراض مرض الزهايمر ما يأتي:[٨]

  • فقدان الذاكرة المتكرر.
  • الارتباك بشأن مواقع الأمور.
  • استغراق وقت طويل لإنجاز المهام اليومية العادية.
  • صعوبة التعامل مع الأموال ودفع الفواتير.
  • فقدان القدرة على إظهار ردود فعل عفوية.
  • تغيرات المزاج والشخصية.
  • تراجع الذاكرة والتفكير بما يؤثر في القدرة على ممارسة المهام اليومية.


المراجع

  1. "Can You Prevent Alzheimer’s Disease?", webmd, Retrieved 29/11/2021. Edited.
  2. "Preventing Alzheimer's Disease: What Do We Know?", nia.nih, Retrieved 29/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "6 Activities that May Help Prevent Alzheimer's", fivestarseniorliving, Retrieved 29/11/2021. Edited.
  4. "Preventing Alzheimer’s Disease and Dementia—or Slowing its Progress", helpguide, Retrieved 29/11/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Prevention of Alzheimer's Disease", verywellhealth, Retrieved 29/11/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Can I Reduce My Risk of Alzheimer’s?", homecareassistance, Retrieved 29/11/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Stress Management", helpguide, Retrieved 29/11/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "What can you do to avoid Alzheimer’s disease?", health.harvard, Retrieved 29/11/2021. Edited.
  9. "Can Alzheimer's Disease Be Prevented?", alz, Retrieved 29/11/2021. Edited.
  10. "TOBACCO & DEMENTIA", who, Retrieved 6/12/2021. Edited.